سلسلة مصادر دروس إلكترونية نموذجية: واحة التعلم الإلكتروني

مع دخول السبورات الإلكترونية للمدارس والتعليم عن بعد للجامعات فإن الوسائل التي نستخدمها لتوصيل المعلومة قد تغيرت وباتت إلكترونية وتفاعلية أكثر مع المتعلم, فالمتعلم الآن يتصفح ويسحب العناصر ويصنفها ويختار الإجابة من متعدد عبر الحاسوب أو الوسائط الإلكترونية, يعود بعدها للمنزل وحين يحل الواجب يطلب منه الكتاب الرجوع للموقع التعليمي والأنشطة الألكترونية فيه, ولم يعد مجدياً تجاهل التعلم الإلكتروني.

لذلك قررت أن أتحدث في كل مره عن مصدر من مصادر التعلم الإلكتروني والدروس الإلكترونية المتوفرة على الإنترنت والتي تنطبق عليها معايير التعلم الإلكتروني.. فهناك الكثير من الدروس الإلكترونية التي لا تنطبق عليها هذه المعايير, ومطابقة الدرس الإلكتروني لمعايير التعلم الإلكتروني يعني أن الدرس مكتمل من كل النواحي التعليمية ومناسب لشريحة أكبر من المتعلمين باختلافاتهم وتنوعاتهم الفردية.

لن أطيل وسأبدأ في أول مصدر إلكتروني للتعلم وهو (واحة التعلم الإلكتروني) التابعة لمكتب التربية العربي لدول الخليج العربي وهو مجهود جبار حقيقة لذلك لن أستطيع التحدث عنه بشكل كامل وإنما خصصت الحديث حول الدروس الإلكترونية المتوفرة فيه والتي يمكن الإستفادة منها.

واحة التعلم الإلكتروني هي نظام تعليمي متكامل يسجل فيه المعلم والمتعلمين ويتوفر في هذا النظام دروس إلكترونية في الرياضيات للصفوف من الأول إلى الثالث ثانوي حسب المنهج المحدد لدول الخليج العربي كما يوفر مقاطع فيديو لتجارب العلوم ويمكن للمعلم إضافة اختباراته وفلاشاته التعليمية وواحات أخرى للمدونات والتدريب والحوار والمنتديات.. المشروع كان دروس إلكترونية فقط وقد تمت زيادة إمكاناته قريباً لذلك قد تكون بعض الأجزاء فيه غير مكتمله.

ما يهمنا من هذا المشروع هو واحة الدروس والتي تحتوي على دروس الرياضيات كاملة لجميع المراحل, وسأشرح كيف أن هذه الدروس مطابقة لمعايير التعلم الإلكتروني ولنظريات التعلم.


اخترنا هنا دروس المثلثات للصف الثاني متوسط (الثامن) وسنمر على الدرس خطوة خطوة.. سنلاحظ أن الدروس الخاصة بالمراحل العليا في الواحة جميعها مقسمة إلى:
1- متطلبات سابقة.
2- طرح المشكلة.
3- إجراءات.
4- حل المشكلة.
5- تطبيقات.
6- أنشطة.
7- تقويم.
8-تقديم الواجب.
لنبدأ بفتح الدرس (نظرية فيثاغورس) ونطلع على المتطلبات السابقة:

لاحظ هنا أنه بعد الإجابة على المتطلبات السابقة يقوم الدرس باقتراح رابط على المتعلم في حالتي الصواب والخطأ؛ في حالة الخطأ يقترح رابطاً لمراجعة الفهم واستكمال المعلومات لدى المتعلم قبل البدء بالدرس الجديد؛ وفي حالة الصواب يقترح رابطاً يثري معلومات المتعلم ويضيف إليها بشكل إثرائي, هنا تمت مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين فالمتعلم الذي يجتاز المتطلبات السابقة لن يتأخر تعلمه في انتظار المتعلم الذي لم يجتز المتطلبات السابقة ولن يضطر لانتظار المعلم وهو يوضح المعلومة للمتعلم بطيء التعلم إنما سيقضي هذا الوقت بإثراء معلوماته وزيادتها, وهذا ما تدعو إليه نظرية بلوم لإتقان التعلم, فلا يمكن للمتعلم أن ينتقل لمرحلة دون إتقان ما قبلها ولا يجب أن تتاثر سرعة تعلمه بسرعة تعلم الآخرين.

يتم بعد ذلك طرح مشكلة للمتعلم لاستثارة تفكيره ولا يتم حلها له, إنما تترك لتجول في عقل المتعلم طوال الدرس ليبحث من خلال المعلومات التي يتلقاها عن حل هذه المشكلة.

يبدأ بعد ذلك شرح الدرس والقواعد الرياضية من خلال الرسوم والصور المتحركة.

بعدها يسأل المتعلم فيما إذا قد تمكن من الوصول لحل المشكلة من خلال المعلومات التي تلقاها.

ينتقل بعد ذلك المتعلم للأنشطة والتي تتكون من 3 مراحل: أنشطة علاجية وتعزيزية وإثرائية وهذا ما يسمى بالتقويم البنائي.. الأنشطة العلاجية هي أسئلة مباشرة الهدف منها تجاوز الأخطاء الشائعة في حل مثل هذه المسائل, التعزيزية هي أسئلة تهدف إلى تعزيز خبرات المتعلم وتعميقها أما الإثرائية فهي أنشطة تساهم في تنمية مهارات التفكير العليا لدى المتعلم وزيادة المعلومات حول الموضوع لديه, في مرحلة الأنشطة تعطى التغذية الراجعة للمتعلم مباشرة بعد إجابة السؤال, أما مرحلة التقويم فهي أشبه باختبار ذاتي يقيّم فيه المتعلم تعلمه حيث تعطى له الأسئلة تباعاً ثم يتم تقييمه بشكل كلي.

في مرحلة تقديم الواجب يقوم المتعلم بإرسال إجاباته للمعلم, ويمكن للمعلم استعراض الدرجة التي حصل عليها المتعلم في صفحته الخاصة.

هذا بالنسبة لدروس الصفوف المتوسطة وتختلف مراحل الدرس وطريقة عرضها بالنسبة للصفوف الأولية حيث تبدأ دروس الصفوف الأولية بمقطع كرتوني قصير يشرح المشكلة وتقوم شخصية كرتونية بشرح الدرس مع الكثير من الأنشطة المبسطة والتعزيز

من الأمور الجميلة الأخرى في واحة التعلم الإلكتروني هو أنها باللغة العربية وحسب مناهج الخليج العربي وتحافظ على الهوية العربية من خلال الشخصيات وما ترتديه واللغة التي تتحدث بها والأمثلة التي تطرح فيها.. ثم إن توفير مثل هذا العدد من برامج التعلم الإلكتروني بالمجان ليس سهلاً.. فشكراً لمكتب التربية العربي على هذا المجهود الذي أتمنى أن يأخذ حقه من الإعلان عنه ونشره في المدارس وبين المعلمين.