مشروع: برنامج أعطال الحاسوب

تم استقاء فكرة البرنامج التعليمي من مشكلتين رئيستين تحدثان أثناء المحاضرة العملية في معمل صيانة الحاسب الآلي, الأولى: عدم قدرة الطالبات على متابعة شرح المعلمة بسبب ازدحام الطالبات حولها أثناء الشرح العملي للمهارة واضطرار المعلمة لإعادة الشرح أكثر من مرة للمتعلمات اللاتي لم يتمكن من المشاهدة وهذا بدوره يقلل من الوقت المخصص للتدرب على المهارة واتقانها.

المشكلة الثانية: هي قلة الحواسيب المخصصة للتدرب عليها وتكلفة توفيرها بعدد الطالبات واحتمال تلفها بسبب كثرة الفك والتركيب وفي حال توفير جهاز أو جهازان للتدرب عليهما فإن طالبتان فقط ستتمكننان من التدرب عليهما في الوقت نفسه أما بقية الطالبات فعليهن الانتظار إلى أن يحين دورهن وهذه يساهم أيضاً في ضياع وقت التدريب والممارسة الكافي لاتقان المهارة.

بالتالي تم اقتراح أن يكون الحل بتصميم برنامج تعليمي يستخدم طريقة التوضيح والمحاكاة (Demonstration & Simulation) بحيث تشاهد الطالبة طريقة تركيب أجزاء الحاسب الداخلية عن طريق عرض رسومي ثم تنتقل إلى قسم آخر من البرنامج تقوم فيه بتركيب الأجزاء الداخلية لحاسوب افتراضي عن طريق السحب والافلات طبقاً لما تعلمته من العروض الرسومية المحاكية لطريقة التركيب.




افتتاحية البرنامج



المحاكاة التفاعلية

تم الاعتماد في تصميم البرنامج على أسس ونظريات تربوية منها:
1- من نظرية بلوم لاتقان التعلم: أن لا يجتاز المتعلم مرحلة إلا بعد اتقان المرحلة السابقة لها والخضوع لاختبار للتأكد من اكتسابه للمهارة المطلوبة, عندها سيزال القفل عن المرحلة التي تليها.
2- من نموذج جانييه لتعلم المهارات العملية: يمر المتعلم بثلاث مراحل أساسية هي التعرّف على المهارة (عن طريق العرض الرسومي المحاكي لطريقة التركيب), التدرب عليها (عن طريق المحاكاة التفاعلية) والتغذية الراجعة (توجيهات تظهر على الشاشة في حال أخطأ المتعلم).

تم تصميم البرنامج بداية كعرض توضيحي ومحاكاة تفاعلية فقط وبعد خضوعه لآراء المحكمين وقراءة مجموعة من الكتب والمقالات المهتمة بتصميم المحاكاة تمت إضافة سيناريو وقصة وشخصيات للبرنامج وكذلك تم إضافة جزء للتدرب على تشخيص الأعطال الشائعة في الحاسوب.

اختبار القدرة على تشخيص الأعطال

تمت تجربة البرنامج مرتين على عينتين من الطالبات ومع مجموعة من المعيدات وكانت ردود الفعل رائعة حول البرنامج من المعيدات خصوصاً حيث ساهم البرنامج بتوفير الكثير من وقت المحاضرة العملية والتخلص من مشكلة إعادة الشرح العملي أكثر من مرة وتوفير وقت أكبر للطالبات لممارسة المهارات التي تعلمنها, لم أتوقع حقيقةً تقبل الطالبات لتجربة طريقة جديدة عليهن.. كن متحمسات لتجربة أسلوب يتم فيه دمج التعلم الالكتروني مع التقليدي وتجاوبهن معه كان من الأسباب الرئيسية في نجاحه وباتمام هذا المشروع نلت الدرجة وتخرجت أخيراً :)

وقد فاز البرنامج بالمركز الأول في مجال البرمجيات التعليمية في جائزة الملك حمد للتميز التكنولوجي في التعليم 2012 بالبحرين.

فيديو توضيحي للبرنامج