أثر انتباهي إن كنت تستطيع!
ربما تكون لاحظت أن بعض المعلمين يشرح وسط جو مليء بالمشتتات كمعامل الحاسب الموصلة بانترنت لكن على الرغم من ذلك فإن انتباه الطلبة لا يحيد عنه بينما يشرح آخر في غرفة خالية تماماً من المشتتات والطلبة نائمون!!! ... فأين يكمن الفرق؟؟
كحقيقة مسلم فيها نعلم أنه بدون انتباه لن يكون هناك تعلم
فكيف يمكننا الحصول على انتباه المتعلم؟؟
وجدت هذه النصائح الرائعه للعالم التربوي جانييه Gagne وهي مفيدة ليس فقط لجذب انتباه المتعلم بل المشاهد والمستمع أيضاً وكل من يستقبل منا معلومة ما
والحقيقة جانييه مرجع تربوي رائع جداً وأنصح به بشده, أعتقد أني ورثت هذا الولع بهذا الكاتب من دكتوري الذي يمتليء مكتبه بكتب جانييه وكثيراً ما يستشهد به.
سأقوم هنا باستعراض بعض القواعد والطرق التي طرحها جانييه والتي تجذب انتباه المتلقي وستكون الأمثلة على الجانب التعليمي بحيث تفيد المصممين التعليميين ويمكن للقارئ اسقاطها على مجال اختصاصة كالكتابة والانتاج والإذاعة:
1- الإنتباه عملية اختياريه بشدة.. نحن نستطيع أن نعطي انتباهنا لجزء واحد من البيئة في الوقت نفسه .. والأشياء التي نراها بوضوح هي تلك الصغيرة جداً ولكي نتعامل مع الأشياء المعقدة في البيئة فإننا نراها جزءاً جزءاً لنبني تصور فعال ومفهوم.
مثال تطبيقي: وجه تركيز المتعلم للجزء الذي تتحدث عنه أو تشرحه إما بالإشارة إليه بيدك أو بكلامك أو عرض الكل ثم الجزء للمتعلم ليستوعب الصورة الكاملة وأجزاؤها.
2- الإنتباه مدفوع بالأشياء المختلفة والفريدة والمميزة.. فعن طريق استخدام المثيرات التعليمية يستطيع المعلم تقديم هذا (الإختلاف الجديد) ويجب أن يكون ذلك شيء جديد كلياً على المتعلم, كما يجب أن يكون مختلف عما تعلموه سابقاً.. بحيث يثير انتباههم.
مثال تطبيقي:
أثناء التحدث: قم بتغيير نبرة الصوت أو رفعه أثناء الحديث عن جزء مهم من الشرح.
في المطبوعات: قم بتعريض الخط للكلمات الهامة والتي تريد توجيه انتباه المتلقي لها أو وضعها داخل أقواس أو إمالتها أو وضع خط تحتها.
في فلم أو مقطع كرتوني: زد سرعة العرض عند الأحداث المهمة أو قم بتقديم مؤثر صوتي جديد غريب بالنسبة للمتلقي.
كما أن احضار شيء مادي محسوس يثير دائماً تساؤل المتعلم حوله (لماذا يمسك الأستاذ بهذه الدمية أو العصا؟) ويظل المتعلم يتساءل إلى أن يقوم المعلم بربط هذا الشيء المادي بجزء من الدرس.
وهنا ملاحظة هامة جدا ولذلك قمنا بوضع خط تحتها :)
في المثيرات التعليمية يجب أن تستخدم الأشياء الجديدة لتوجيه الإنتباه نحو المعلومة التي يراد لفت انتباه المتعلم إليها لا للشيء الجديد نفسه.
- التغيير في الوضوح والإنارة وخصوصاً في الحركة هي من أشد الأمور التي تجذب انتباه المتعلم.. وقد جربت ذلك شخصياً أيام التدريس حيث كان لفت انتباه الطالبات وسيلتي الوحيدة لاشغالهم عن المشاغبة كنت أتحرك بين الطالبات اللاتي يتحدثن وأغلق الإنارة قبل دخولهم للمعمل لأنهم يدخلون غالباً متحمسين وينتشرون في المكان وأحياناً يختبئون وأبحث عنهم آآه بس! .. المهم أني بعد تطبيق هذه الطريقة صار الطالبات عندما يدخلون الفصل يستغربون الظلام فيهدأون ثم يجلسون في أماكنهم يتمتمون لبعضهم .. كنت اضحك بداخلي عندما أراهم بهذا الشكل ثم بعد أن يكتمل العدد أقوم بفتح الإنارة فينتبهون مجدداً وأبدأ الشرح هذه الطريقة ساعدتني كثيراً في ضبط الوضع في بداية الحصة والتي كانت غالباً ما تكون فوضى مستحيلة الحل لكنها تحولت بعد ذلك إلى متعة حقيقية لي ولطالباتي.
- عند الحصول على انتباه المتعلم فإن الاستمرار بتقديم التغييرات يساعد في المحافظة عليه.
3 - الإنتباه مدفوع نحو التعقيدات أي أن المتعلم يحب أن يتعب قليلاً للحصول على المعلومة بحيث تبدو له المعلومة كمهمة يجب أن ينجزها ليحصل عليها, مثل حل عدة مسائل يستنتج منها القانون الجديد لدرس الرياضيات وهكذا, ومن الواضح طبعاً أنه عندما تتم المبالغة في هذا الجانب قد تقود إلى ابتعاد المتعلم ويصاب بالإحباط, وفي المقابل المثيرات السهلة والواضحة جداً قد تفشل في الحصول على انتباه المتعلم ... مستوى الصعوبة يجب أن يختلف حسب المهمة بحيث يكون أقل في المفاهيم وأكثر في حل المشكلات.
4 - احتواء المعلومات ذات العلاقة بمحتوى الدرس فقط ... فبعض المدرسين يستطرد كثيراً ويشتت انتباه المتعلم لذلك عند تصميم المادة التعليمية يمكننا استخدام الحواشي للمعلومات غير المهمة ونركز على المعلومات المهمة فقط في النص, أما في الفيديو فيمكن ذلك عن طريق التقريب على الصورة أو الجزء الهام من الدرس وإزالة كل ما يمكن أن يشتت انتباه المتعلم من الخلفية.
5 - استخدام الدوائر والخطوط لتوجيه انتباه المتعلم لنقطة معينة.
إن كنت مهتماً هناك المزيد من الطرق التي يمكنك الاستفادة منها من كتاب Instructional Technology : Foundations للكاتب Robert Gagne
تعليقات
إرسال تعليق